كيفية تعويد الطفل على الحضانة
تعويد الطفل على الحضانة يعتبر من التحديات التي تواجه العديد من الأمهات والآباء، خاصةً إذا كان الطفل في سن مبكرة ويتطلب الأمر التكيف مع بيئة جديدة تتضمن ابتعاده عن الأم أو الأب، وهو ما يثير مشاعر القلق والارتباك عند الكثير من الأهل. يعتبر التحضير النفسي والعملي للطفل من أبرز العوامل التي تساهم في تسهيل هذه العملية. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى خطوات عملية ونصائح مفيدة لتمهيد الطريق أمام الطفل كي يتأقلم بسرعة ويسر في الحضانة.
1. التحضير المسبق للطفل
التحضير المسبق للطفل هو من أهم الخطوات التي تساعد في تعويده على الحضانة. يجب أن يبدأ الوالدان في الحديث مع الطفل عن الحضانة قبل وقت طويل من بدء التحاقه بها، وذلك بطريقة تناسب عمره ومستوى فهمه. يمكن استخدام القصص أو الألعاب لتوضيح فكرة الحضانة له. مثلاً، يمكن أن تحكي الأم قصة عن طفل آخر يذهب إلى الحضانة، يلتقي فيها بأطفال آخرين، ويلعب معهم، ويتعلم أشياء جديدة. كما يمكن شراء بعض الأدوات الخاصة بالحضانة مثل حقيبة جديدة أو زي مميز ليشعر الطفل بالتحمس لهذه التجربة.
2. التدرج في التواجد
من الأفضل أن تبدأ الأم أو الأب بزيارة الحضانة مع الطفل قبل بدء الالتحاق الفعلي بها. يمكن أن تتم زيارة الحضانة خلال الأسابيع التي تسبق بدء الدوام، حتى يتعرف الطفل على المكان وعلى معلمي الحضانة. خلال هذه الزيارات، يمكن للطفل أن يلاحظ الألعاب والأنشطة الموجودة في الحضانة، مما يساعده في تقليل خوفه وقلقه من المكان الجديد. كما يفضل أن يتم التدرج في مدة بقائه في الحضانة؛ فبداية من الممكن أن يكون وقت الحضانة قصيرًا جدًا، ويُترك الطفل لبضع ساعات فقط، ثم يتم زيادتها تدريجيًا حتى يتأقلم تمامًا.
3. تثبيت الروتين اليومي
الروتين اليومي للطفل هو عامل أساسي في مساعدته على التأقلم مع الحضانة. يُفضل أن يكون وقت الذهاب إلى الحضانة ثابتًا بحيث يتم التوجه إليها في نفس الوقت كل يوم، مما يعطي الطفل إحساسًا بالأمان والاستقرار. من المهم أيضًا أن تتم مرافقة الطفل إلى الحضانة بنفس الطريقة يوميًا، سواء باستخدام نفس الوسيلة (سيارة، مشي، إلخ) أو من خلال نفس الشخص (الأم أو الأب). هذا الروتين يساعد الطفل على الاستعداد الذهني والعاطفي لما هو قادم، مما يجعل العملية أكثر سلاسة.
4. الثبات والتأكيد على الأمان
قد يشعر الطفل في البداية بالانفصال عن والديه بشكل مؤلم، لذلك من المهم أن يشعر الطفل بأن والديه سيتواجدون معه بعد انقضاء وقت الحضانة. يجب على الوالدين أن يتحدثا مع الطفل بشكل مؤكد وجازم أنه سيعود إلى المنزل بعد يومه في الحضانة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يُظهر الوالدان استقرارًا في مشاعرهما؛ أي أنه يجب أن يتجنب الوالدان إظهار القلق أو الحزن، لأن ذلك قد ينتقل إلى الطفل ويزيد من شعوره بعدم الأمان. في المقابل، ينبغي على الأهل أن يظهروا للطفل طمأنينة واحتضانًا، ويؤكدوا له أن الحضانة مكان آمن وممتع.
5. إشراك الطفل في اختيار الأشياء الخاصة به
من الطرق التي تساعد في تعويد الطفل على الحضانة، هو السماح له بالمشاركة في اختيار بعض الأشياء التي سيرافقها إلى الحضانة. يمكن للطفل اختيار حقيبته الخاصة أو ملابسه أو حتى الألعاب التي سيأخذها معه. هذا يعزز شعوره بالاستقلالية ويجعله يشعر بالارتباط بالمكان.
6. تشجيع الطفل على التفاعل مع الأطفال الآخرين
واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الطفل في الحضانة هي التفاعل مع الأطفال الآخرين. قد يشعر بعض الأطفال بالخجل أو الارتباك في البداية، لكن من المهم تشجيعهم على التفاعل مع أقرانهم. يمكن أن يساعد المعلمون في الحضانة في تحفيز الأطفال على اللعب والتفاعل الجماعي من خلال الأنشطة الجماعية مثل الألعاب والقصص. كما يمكن للوالدين تشجيع الأطفال على التواصل مع أصدقائهم الجدد عن طريق تحفيزهم على الحديث عن الأنشطة التي قاموا بها مع الآخرين.
7. الاهتمام بالجانب العاطفي
من المهم أن يتلقى الطفل الدعم العاطفي المستمر من الوالدين أثناء فترة التكيف مع الحضانة. من الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض القلق أو الحزن عند الوداع، ولذلك من الضروري أن يقدم الوالدان عبارات مطمئنة مثل “سأعود إليك بعد وقت قليل” أو “سيكون اليوم ممتعًا جدًا”. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتعامل الوالدان مع مشاعر الطفل بحساسية واهتمام، وأن لا يقللا من أهمية ما يشعر به الطفل.
8. التحدث مع معلمات الحضانة
التواصل المستمر مع معلمات الحضانة يعتبر من العوامل التي تسهم في نجاح عملية التكيف. يجب على الوالدين التحدث مع المعلمات بشأن سلوك الطفل وكيفية تعامله مع البيئة الجديدة. كما يمكن أن يتبادل الوالدان مع المعلمات نصائح وأفكار حول كيفية مساعدته في التكيف. تعتبر المعلمات مصدرًا هامًا في إرشاد الأهل بشأن أنشطة معينة يمكن أن تساعد الطفل في التأقلم بشكل أسرع، وكذلك كيفية التعامل مع أي سلوكيات قد تظهر من الطفل في هذه المرحلة.
9. تجنب التوتر والقلق
على الرغم من أن الوالدين قد يشعران بقلق بالغ بشأن هذا الانتقال، إلا أن من المهم أن يتجنبوا إظهار هذا القلق أمام الطفل. يشعر الطفل بمشاعر والديه ويعكسها على سلوكه، لذا فإن إظهار التوتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة شعوره بالقلق. بدلاً من ذلك، يجب أن يظهر الوالدان طمأنينة وثقة في قدرة الطفل على التكيف مع البيئة الجديدة.
10. مكافأة الطفل على التقدم
من الطرق الفعّالة لتشجيع الطفل على التكيف مع الحضانة هي المكافأة على التقدم. عندما ينجح الطفل في التكيف مع بيئة الحضانة أو يتفاعل بشكل إيجابي مع الأطفال الآخرين، يمكن للوالدين مكافأته بكلمات تحفيزية أو نشاط محبب له بعد العودة من الحضانة. يساعد ذلك في تعزيز سلوكياته الإيجابية ويجعله يشعر بالفخر بقدراته.
11. الانتظار مع الصبر
في النهاية، يجب على الوالدين أن يكونوا مستعدين للانتظار مع الطفل حتى يتأقلم تمامًا مع الحضانة. قد يحتاج الطفل إلى بعض الوقت ليشعر بالراحة والأمان في الحضانة، ومن المهم ألا يتم استعجال هذه العملية. الصبر والمثابرة هما المفتاحان لتوفير بيئة داعمة تساعد الطفل في التكيف بشكل سليم.
خلاصة
تعويد الطفل على الحضانة ليس مهمة سهلة، ولكنه يعد من أهم الخطوات التي تمر بها الأسرة في مرحلة مبكرة من حياة الطفل. من خلال التحضير النفسي والعملي السليم، والروتين اليومي الثابت، والدعم العاطفي المستمر، يمكن للطفل أن يتكيف بسرعة ويسر مع بيئة الحضانة، مما يسهم في تعزيز نموه الاجتماعي والذهني والعاطفي.
